مونديال 2030
‫الرئيسية‬ رياضة مونديال 2030… جسر بين افريقيا وأوروبا
رياضة - نوفمبر 30, 2023

مونديال 2030… جسر بين افريقيا وأوروبا

فاطمة الزهراء بن حيسيون

استطاع المغرب الظفر بتنظيم كأس العالم 2030 رفقة الجارين، اسبانيا والبرتغال في ملف مشترك بينهما، بعد محاولات عديدة من المغرب بائت بالفشل، إلا أن هذه المرة توفق بملف قوي، عززته اسبانيا، ودعمته البرتغال، فضلا عن البنى التحتية المغربية المتطورة، والعلاقات المغربية الاسبانية المتينة، هي عوامل وأخرى ساهمت في فوز الملف الثلاثي المغربي بتنظيم كأس العالم 2030.


في هذا السياق، أجرت فاطمة الزهراء بن حيسيون حوارا مع الصحفي والمحلل الرياضي حمزة اشتيوي للتفصيل أكثر في هذا الموضوع، فكان للقاء كالتالي:

كما تعلم منذ سنوات عديدة، المغرب يتقدم للترشح لاستضافة كأس العالم لكن دون جدوى، إلا أن هذه المرة كللت المحاولة بالنجاح وظفر المغرب رفقة الجارين اسبانيا والبرتغال بتنظيم مونديال 2030، ما هي العوامل التي أغنت هذا الملف الثلاثي المغربي للفوز بتنظيم كأس العالم؟

بالنسبة للعوامل التي أغنت الملف الثلاثي المغربي الاسباني البرتغالي، الذي نال شرف تنظيم مونديال 2030، فهناك مجموعة من العوامل، بداية بالقيمة الكبيرة والثابتة للبلدان الثلاث على مجموعة من المستويات والاصعدة، سواء رياضيا، اقتصاديا، تاريخيا، أو جغرافيا، لأن المسافة في مثل هذه التظاهرات مهمة، وترجح ملف على حساب اخر، نتحدث عن المغرب، واحد من بين أفضل البلدان في شمال افريقيا، على مستوى البنى التحتية، على المستوى الرياضي والكروي، كذلك اسبانيا وما أدراك ما اسبانيا، والبرتغال في القارة العجوز، هذا الأمر أغنى الملف الثلاثي المغربي بشكل كبير، كذلك خبرة المملكة المغربية، لأن المغرب منذ ثمانينات القرن الماضي يتقدم لتنظيم كأس العالم، فقد تقدم في خمس مناسبات، ففي كل مرة كان يفشل، ويخرج بمجموعة من المكتسبات.


فضلا عن التطور الكبير التي تعيشه المملكة على مستوى البنيات التحتية، فاليوم هناك مركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، الذي يعتبر من بين أهم المراكز الكروية على مستوى العالم، هناك ملاعب من الطراز العالي، فحتى الإنجاز المغربي الأخير في كأس العالم قطر 2022 أعطى إشعاعا لكرة القدم المغربية، ثم احتضان المملكة لمجموعة من التظاهرات الرياضية القارية في الفترة الأخيرة وانجاحها بشكل كبير،كل هذا كان عاملا أساسيا في فوز الملف المغربي، إضافة الى اسبانيا، التي نظمت المونديال في 1982، ونجحت في ذلك، فهي بطل العالم في جنوب افريقيا سنة 2010، فهو بلد كروي، بإمكانه تقديم أزيد من 15 ملعب لاحتضان المنافسة رفقة المغرب والبرتغال، اذن كلها عوامل رجحت الملف الثلاثي المشترك لتنظيم كأس العالم 2030، الذي سيكون جسر ربط بين افريقيا واروبا.

حمزة اشتيوي

هل كان لإنجاز المنتخب المغربي في قطر تأثير على الترشح المغربي؟


بخصوص تأثير انجاز المنتخب المغربي في كأس العالم قطر 2022 على ترشح المغرب لاستضافة المونديال، فأظن أن ليس هناك أي تأثير على فوز الملف الثلاثي المغربي.


فالتنظيم شيء والإنجازات الكروية شيء أخر، صحيح قد يكون ساهم في اشعاع كرة القدم المغربية، ووضع البلاد في مكانة مهمة على المستوى الكروي، لكن هناك معايير تنظر إليها الفيفا قبل أن تعطي فرصة تنظيم المونديال لبلد على حساب اخر، خاصة وأن المنافسة بين البلدان كبيرة، فالفيفا عندما تنظر للملف الثلاثي عينه تكون على البنيات التحتية، على الملاعب، الفنادق، المواصلات، الامن وجغرافية البلد فضلا عن العلاقات بين البلدين، فهذه العوامل وأخرى ساهمت في فوز المغرب معية البرتغال واسبانيا، فالحديث عن انجاز المغرب في قطر، ربما يكون قد أعطى المغرب اشعاعا عالميا على مستوى كرة القدم، فهو طبعا ساهم بشكل او بأخر في إشعاعها، لكن أن يكون سببا في فوز المغرب بتنظيم كأس العالم 2030 فلا أعتقد ذلك.


ص: فرحة احتضان المونديال لم تخفت حتى بدأت وسائل اعلام اسبانية مغربية تتحدث عن المنافسة بين المغرب واسبانيا ومن المستضيف للمباراة النهائية لكأس العالم، فكيف يمكن حسم ذلك؟


أكيد الملاحظ ان الحديث عن المباراة النهائية في هذا الملف الثلاثي ظهر مبكرا والمبادرة كانت من وسائل اعلام اسبانية، بداية بأول مقال صدر في صحيفة ماركا، التي أشارت إلى أن مدريد هي المرشحة وهي الاوفر حظا لاستضافة المباراة النهائية، المغرب ووسائل الاعلام المغربية هي الثانية تحركت.ومن جهتنا تواصلنا مع مسؤولي الجامعة بخصوص مكان إقامة المباراة النهائية، ليؤكدوا لنا أن الامر لم يحسم بعد، بعد ذلك دخل اقليم كاطالونيا على الخط، فهو الثاني يطالب أيضا بإقامة المباراة النهائية في مدينة برشلونة، بذلك أصبح هناك صراع داخلي بين برشلونة ومدريد وصراع خارجي بين المغرب واسبانيا.


اما بخصوص الحسم في ذلك فأظن انه سيكون توافقي بين البلدين، لان المغرب اليوم في صدد تشييد ملعب ضخم، يتسع لأزيد من 100 ألف مناصر في مدينة بن سليمان ضواحي الدار البيضاء. اذن يمكننا القول أن المغرب منافس قوي، كذلك اسبانيا بخبرتها وتجاربها ووفرة الملاعب والامكانيات الكبيرة التي يتوفر عليها البلد، سيجعل البيرنابيو المنافس لأقوى في هذا الصراع الى جانب ملعب بن سليمان، لكن أظن أن الافضلية للبرنابيو لمجموعة من الاعتبارات منها التاريخ، التجربة الاسبانية في تنظيم المونديال، لكن رغم كل ذلك المغرب حاضر بقوة فكما جاء على لسان رئيس الجامعة الملكية المغربية فوزي القجع، في خرجاته الاعلامية، فهو يدافع بشراسة على ترشح المغرب لاستضافة المباراة النهائية لكأس العالم 2030، ويؤكد أنها ستكون نسخة استثنائية غير مسبوقة تجمع بين جارين يجمعهما التاريخ والجغرافيا.

ص: المنتخب المغربي الأول ترسانته البشرية تتكون من أزيد من 90 في المئة من المحترفين في اروبا في حضور خافت لممثلي الدوري المحلي، ما يؤكد محدودية وتواضع هذا الأخير في ظل تواجد أكاديمية محمد السادس، فهل ستغتنم الجامعة فرصة تنظيم كأس العالم وتعمل على تطوير الدوري المغربي وإغناء المنتخب الأول؟


بالنسبة للتواجد الكبير للمحترفين المغاربة الذين يؤثثون فضاءات المنتخب الاول، فمن المرجح أن هذا يعود الى العدد الكبير من المغاربة الذين يعيشون في أوروبا، فجيل سبعينيات وتمانينات القرن الماضي هاجر الى اروبا وخلف جيل اخر استفاد من تكوين كروي جيد في مدارس عتيدة في كرة القدم سواءا في اسبانيا، هولاندا، المانيا، او فرنسا، فهذا أعطى فرصة للمنتخبات المغربية للاستفادة من هذا الجيل وهذه المواهب، لكن في النهاية هم مغاربة أبناء هذا الوطن.

لكن هل اللاعب في الدوري المحلي محدود، لا ليس كذلك، فهناك لاعبين بإمكانيات ومواهب متطورة، لكن على مستوى المنافسات محدود، ولا يرتقي للمستوى العام للمحترفين ولا للمستوى الكبير، فياما شاهدنا الفرص التي منحت لمجموعة من اللاعبين المحليين في فترة من الفترات في المنتخبات الوطنية في مختلف الفئات السنية، لكن لم يقدموا شيء يذكر، باستثناء بعض اللاعبين الدين تألقوا بشكل كبير مع المنتخب الاول وخير مثال لاعب الوداد يحيى عطية الله الذي تألق مع المنتخب في كأس العالم 2022.

لكن دائما تبقى افضلية التكوين بالنسبة للاعب المغربي الذي عاش في اروبا وتكون هناك في أعرق المدارس الكروية، و أكيد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عليها ان تشتغل على هذا الجانب، وعلى مراكز كروية جديدة، أكاديمية محمد السادس لكرة القدم لوحدها غير كافية زد على ذلك أكاديميات بعض الاندية، لكنها لن تفي بالغرض، فهناك عصب احترافية، هناك مناطق نائية، وهناك مواهب كروية في أقسام الهواة يجب أن تتاح لها الفرصة، وينظر إليها في سن مبكرة من اجل الاستثمار فيها بشكل مبكر.

ص: هناك مشروع طموح لطالما انتظره المغاربة وهو الربط البري بين اسبانيا والمغرب، فهل يكون المونديال سببا لتحقيق ذلك، ويتجاوز البلدان الصعوبات ويرى المشروع النور قريبا؟


تنظيم كأس العالم 2030، أكيد سيكون فرصة لمشاريع كبيرة على مستوى المواصلات سواء الجوي او البحري، هذا امر مفروغ منه، لكن الربط البري بين القارة العجوز وافريقيا، أظن أنه مشروع لازلت تعرقله مجموعة من التحديات، فقد تكون هناك صعوبات ليرى النور، لأن هناك امكانية السفر جوا وبحرا في وقت وجيز، فذلك لا يتطلب الامر ان يكون هناك خط بري بين المغرب واسبانيا، من اجل انجاح مباريات المونديال، فالمباريات بإمكانها ان تلعب هنا وهناك في وقت وجيز فالمسافة ليست بالبعيدة.

ص: المغرب يواجه تحديا داخليا صعبا هو إعادة اعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز، ثم تنظيم كأس العالم، هل ستؤثر إعادة الاعمار على قدرة المغرب لتنظيم كأس العالم؟


لا أعتقد على ان إعادة الإعمار ستؤثر على تنظيم المغرب لتظاهرة من هذا الحجم، فبالنسبة للمناطق المتضررة هناك جهات مختصة تشتغل على هذا لأمر، ورياضيا هناك أيضا جهات مختصة، فالمملكة المغربية أكيد كل خطوة تقوم بها تكون مدروسة من قبل وأثناء وكذلك من بعد، أعتقد على أنه أمامنا سبع سنوات، المغرب أمامه رهان اخر هو تنظيم كأس امم افريقيا 2025، هناك بروفا اخرى أيضا وهي تنظيم كأس العالم للأندية، فأظن هناك متسع من الوقت.


أما إعادة الاعمار فهو رهان كبير امام المملكة المغربية، لإعادة تشييد المناطق المتضررة من الزلزال من اجل تحقيق التوازن بين كل ما هو رياضي اجتماعي و اقتصادي، وان شاء لله هذه خطوة عملاقة للمملكة المغربية ونهضة كبيرة، لان تنظيم كأس العالم لا يعني فقط تنظيم مباريات كرة قدم، فهو يعني ان يكون البلد على أتم الاستعداد، خاصة المواصلات والفنادق، فكل هذه الامور اكيد المغرب على دراية بها وان شاء الله سيكون في الحدث بقوة من اجل انجاح المونديال الذي من المنتظر ان يكون نسخة استثنائية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهو استثنائي اولا من حيث الشكل، فسينظم بين قارتين، وسيكون فرصة للاحتفال بمئوية المونديال الذي رأى النور سنة 1930 بالارغواي، فمن المنتظر الاحتفال بهذه المناسبة في امريكا الجنوبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

فقدان لاعبين من اتحاد طنجة خلال رحلة استجمام على متن قارب سياحي

أفادت مصادر إعلامية محلية بمدينة طنجة انقلاب قارب سياحي صغير، اليوم السبت 06 يوليوز 2024، …